أم خالد وأم مينا.. زهور نسائية تفتحت في موسم الربيع العربي




شهدت أحداث ثورات الربيع العربي، والتي أطاحت من خلالها الشعوب العربية بزعمائها، بزوغ نجم عدد من النساء، أصبحن من أشهر رموز تلك الثورات، ومن أبرزهن، أم خالد سعيد ، وأم مينا دانيال، وأسماء محفوظ ونوارة نجم في مصر، والناشطة اليمنية توكّل كرمان، وعائشة ابنة القذافي، وفي تونس الضابطة فادية حمدى.

في مصر: أم خالد سعيد، وهو أحد محركات الثورة المصرية، والذي لقي حتفه، إثر قيام اثنين من أفراد الشرطة بإلقاء القبض عليه بأحد مقاهي الإنترنت بالقرب من مسكنه لتنفيذ حكم جنائي صادر ضده، وقاموا باستخدام العنف معه مما أدى إلى وفاته، وهو ما نفاه تقرير الطب الشرعي، والذي أكد وفاته بسبب ابتلاعه للفافة بانجو، مما أدى لتعرضه لإسفكسيا الاختناق ولفظ أنفاسه الأخيرة.


وحتى هذا اليوم ينظم العديد من النشطاء السياسيين مظاهرات للتنديد بذلك الحادث، والعقوبة المخففة التي صدرت في حق أفراد الشرطة بـ7 سنوات فقط، وتحولت والدته إلى محرك لهؤلاء النشطاء بالدعوة للقصاص من أفراد الشرطة، وبعد اندلاع الثورة المصرية، وجدناها كثيرا سواء على القنوات الفضائية أو على صفحات الجرائد تدعو إلى القصاص من رموز الحكم المصري، وعلى رأسهم مبارك لإفسادهم الحياة السياسية في مصر وقتل المتظاهرين، فضلا عن مشاركتها في العديد من المظاهرات والمليونيات مع أسر الشهداء.


ونجد أيضا هناك والدة مينا دانيال " 25 عامًا"، أحد ضحايا أحداث ماسبيرو، وكان من قادة شباب الثورة وأصيب برصاصتين فى موقعة الجمل، والذي شيعت جنازته من ميدان التحرير، تنفيذا لوصيته، وجاءت أحداث ماسبيروا للتنديد بما حدث في قرية المريناب بأسوان من اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين بعد اعتراض الأهالي على بناء كنيسة في القرية.


وكان اللقاء الشهير الذي جمع بين والدة خالد سعيد وأم مينا دانيال، حيث ذهبت أم خالد لتقديم واجب العزاء لوالدة الشهيد مينا دانيال، مشيرة إلى أنها مرت بما تمر به والدة مينا عندما استشهد خالد على أيدى "الداخلية".


ومن بين هؤلاء النساء، الناشطة السياسية أسماء محفوظ، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وصاحبة الدعوة، مع حركة كلنا خالد سعيد، إلى تظاهرات 25 يناير، التي انتهت بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير.


وكانت النيابة العسكرية قد حققت معها يوم 14 أغسطس 2011، بتهمة "الإساءة إلى المجلس العسكري" سواء على صفحتها على موقع الـ"فيسبوك" أو تصريحاتها عبر الوسائل الإعلامية، وقررت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة 20 ألف جنيه واستمرار التحقيق معها في الاتهامات المنسوبة إليها.


وكان عدد من الأخبار تناول سفرها لصربيا لتلقي تدريبات أو تلقيها أي أموال من الخارج، وهو ما نفته في أحد البرامج الفضائية، وأكدت أنها تتقاضى راتباً شهرياً قدره 2000 جنيه فقط، وأن الكفالة التي دُفعت لإخلاء سبيلها جاءت عن طريق بعض شباب الثورة الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم.


ولم تكن نوارة نجم، ابنه الشاعر أحمد فؤاد نجم، بعيدة عن الأضواء، في أحداث الثورة، وقد يكون ذلك واضحا من خلال مدونتها "جبهة التهييس الشعبية"، وقد شاركت نوارة في العديد من المظاهرات للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة المصرية ومحاكمة قتلة المتظاهرين.


وفي اليمن بزغ نجم الناشطة توكّل كرمان، وهي كاتبة صحفية ورئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود" والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في 2011، مناصفة مع رئيسة ليبيريا "إلين سيرليف" والناشطة الليبيرية "ليما غبويي"، وذلك لدفاعها عن القضية اليمنية ومطالبتها بالحرية التي اغتصبها النظام الحالي، وهي أيضا إحدى أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن ، وعضوة مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار المعارضة، ويمثل الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" باليمن.


وفي تونس، الضابطة فادية حمدى، والتي أشعلت الثورة التونسية بسبب صفعها لملهم الثورة الشاب محمد البوعزيزي، فى ديسمبر الماضي فى مدينة سيدى بوزيد التونسية ما دفعه إلى إشعال النار في نفسه احتجاجا على معاملته، ومع النيران التي حرقته اشتعلت نيران الثورة التونسية التي أسقطت الرئيس السابق زين العابدين بن علي وكانت مصدرا لإلهام شعوب عربية أخرى ثارت ضد حكامها.


وقد فشل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والمطرب التونسي لطفي بوشناق، في إتمام مصالحة بين أسرة محمد بوعزيزي والضابطة فادية حمدي.


وفي ليبيا نجد عائشة القذافي، والتي توجد بالجزائر مع أسرتها، منذ نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري، وكانت عائشة القذافي وصفت في رسالة صوتية، قادة ليبيا الجدد بـ"العملاء"، وبأنهم قدموا الولاء لوالدها ثم خانوه، وأوضحت أن من بينهم محمود جبريل وعبد الحكيم بلحاج وعبد الرحمن شلقم.


ودعت أكثر من مرة الموالين لنظام القذافي، بالدفاع عن والدها ومحاربة "الحكام الجدد"، وذلك قبل أن يلقى مصرعه على أيدى الثوار الليبيين في 20 أكتوبر 2011.


كما شنت عائشة هجوما شديدا على أمير قطر خلال كلمة لها أطلقتها عبر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، والتي قالت فيه للشعب القطري، " هذا أميركم قدم لكم وليا للعهد يتباكي كالنساء واستضافة كأس العالم لكرة القدم بعد 12 عاما"، كما هاجمت الحكام العرب، والذين وصفتهم بـ"الذين تعاونوا مع قوات الناتو ضد والدها".


والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الفترة، هل سنرى في الفترة المقبلة، دور واضح وقيادي للنساء والتأثير على مجريات الأمور في دولهن؟


إذا أعجبك هذا الموضوع وأردت الحصول على كل موضوع جديد فقط أضغط على إشترك الأن ثم إضغط على Subscribe . إشترك الأن!



شارك الموضوع مع أصدقائك فى المواقع المشترك بها:

YOUR ADSENSE CODE GOES HERE

0 التعليقات:

لو لديك أى سؤال فاكتبه هنا

 

المتابعون

© 2011. All rights Reserved | تجربة | Template by المحامى المصرى

الرئيسية إلى الأعلى